وحين تم الرجوع إلى كتاب ( الفهرست ) لابن النديم ( ت 385 هـ ) على الأرجح , لم يذكر أيَّ كتاب يحمل اسم التجويد أو يمكن أن يكون موضوعه في هذا العلم , على الرغم من أنه ذكر في هذا الفن الثالث من المقالة الأولى من كتابه مئات الكتب المؤلفة في علوم القرآن .وهذا الأمر يدل على أن علم التجويد لم يزل في القرن الرابع الهجري يخطو خطواته الأولى ولم تشتهر كتبه حين ألف ابن النديم كتابه سنة ( 377) هـ ولا يزال تاريخ علم التجويد في القرن الرابع بحاجة إلى نصوص جديدة تلقى مزيدا من البيان على نشأته .
وحين نتقدم خطوة إلى الأمام وندخل في القرن الخامس الهجري نجد أن المؤلفات في علم التجويد يتتابع ظهورها حتى إننا لنجد أن معظم مؤلفات علم التجويد قد ظهرت في هذا القرن , فبعد كتاب ( التنبيه على اللحن الجلي واللحن الخفي ) للسعيدي الذي ظهر في نهاية القرن الرابع أو السنين الأولى من القرن الخامس يظهر في الأندلس كتابان كبيران في علم التجويد , هما ( الرعاية ) لمكي بن أبي طالب القيسي ( ت 437 هـ ) و ( التحديد) لأبي عمرو عثمان بن سعيد الداني ( ت 444 هـ ) . وظهر بعدهما في نفس القرن كتاب ( الموضح ) لعبد الوهاب القرطبي ( ت 461 هـ( وهو من المعاصرين لمكي والداني .