ومن أجل زيادة المعرفة بعلمائنا وفقهائنا , ولتوسيع دائرة المذاهب الفقهية التي حصرت بأربعة فقط كما ذكرنا , وللاستفادة من التراث الفقهي الإسلامي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس , وإحياء للكنوز الفقهية الثمينة التي اندثرت , رأيت أن نتحدث عن المذاهب الفقهية التي لها وزن وشأن , ولكنها لم تلق العناية المطلوبة في التأليف والتدوين والانتشار , ولعل أولى المذهب بالبداية به الأوزاعي .
كثير من المسلمين لا يعرف شيئا عن الإمام الأوزاعي, ولا عن مذهبه الفقهي وعلمه الأصولي واجتهاداته وفتاويه الكثيرة, وما ذاك إلا بسبب ما استقر في أذهان المسلمين, من أن المذاهب الفقهية أربعة فحسب, المالكي والحنفي والشافعي والحنبلي, ولكن الحقيقة أن المذاهب والآراء الفقهية المعتد بها كثيرة ومتنوعة, ولكن بعضها لم ينل من العناية والتدوين والنشر ما نالته المذاهب الأربعة المعروفة وهذا لا يعني أن نحصر المذاهب الفقهية بأربعة فحسب, وأن نجهل الاجتهادات التي يمكن أن يكون لها أكبر الأثر في حل كثير من التساؤلات الفقهية المعاصرة اليوم, كما كان لاجتهاد الإمام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في موضوع الطلاق المعلق بشرط كبير الأثر في عصرنا الراهن.(1)
ومن أجل زيادة المعرفة بعلمائنا وفقهائنا, ولتوسيع دائرة المذاهب الفقهية التي حصرت بأربعة فقط كما ذكرنا, وللاستفادة من التراث الفقهي الإسلامي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس, وإحياء للكنوز الفقهية الثمينة التي اندثرت, رأيت أن نتحدث عن المذاهب الفقهية التي لها وزن وشأن, ولكنها لم تلق العناية المطلوبة في التأليف والتدوين والانتشار, ولعل أولى المذهب بالبداية به الأوزاعي.
المولد والنشأة والأسرة
بين أيام الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي المعروف وأيام جعفر بن أبي طالب الخليفة العباسي المشهور كانت أيام حياة الإمام الأوزاعي, وبذلك يكون الأوزاعي مخضرما في عهد دولتين قويتين الأموية والعباسية.
اسمه عبد الرحمن بن عمرو بن محمد, واشتهر بالأوزاعي نسبة إلى الأوزاع, وهي قبيلة يمنية حميرية من بطن ذي الكلاع من قحطان, نزل أفراد منها في دمشق قرب الفراديس, وقد أطلق على المنطقة التي نزلوا بها إسم قرية الأوزاع, ومن المؤكد أن عمرو بن محمد والد الإمام الأوزاعي قد نشأ في قرية الأوزاع, ثم انتقل فيما بعد إلى بعلبك حيث رزق بابنه عبد الله وعبد الرحمن.
ولد الإمام عبد الرحمن بن عمرو بن محمد ( أبو عمرو ) سنة 88 هجرية في بعلبك التي لم تزل قائمة إلى اليوم في لبنان, قال الوليد بن مزيد أحد تلامذته: (مولد الإمام الأوزاعي ببعلبك , ومنشأه بالكرك), وبعد ولادته انتقل إلى الكرك وبها نشأ يتيما بعد وفاة والده وهو صغير كما حدث عن نفسه رحمه الله, وتولى تربية الإمام الأوزاعي أمه, مما يذكرنا بالدور الكبير والعظيم الذي تقوم به المرأة المسلمة, من خلال التربية التي تخرج العلماء والعظماء والأبطال, فقد كان لأم الشافعي أيضا دور كبير في تربيته وتنشأته.
تزوج الإمام الأوزاعي وأنجب, ولكن المعلومات عن زوجاته وأولاده شحيحة قليلة, وقد ذكر ابن عساكر ان اسم زوجته جويرية, وأن له من الأولاد أربعة محمد وثلاث بنات لم تذكر منهن إلا رواحة التي روت عنه العلم, مما يؤكد أن العلم كان مقياس الشهرة والسمعة, وليس كما يحدث في عصرنا الراهن.
علمه ومؤلفاته
بدأ اهتمام الإمام الأوزاعي بالعلم منذ نعومة أظفاره كسيرة العلماء الأفذاذ جميعا, خاصة وأن نشأته كانت في المئة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة, حيث حب العلم والتعلم تلازم الطفل مع ولادته وظهوره للحياة, فإذا علمنا أن الإمام الأوزاعي استفتي وله من العمر 13 عاما, أدركنا حقيقة اهتمامه بالعلم والتعلم منذ صغره, ولما كانت الطريقة المتبعة للتعلم آنذاك لقاء العلماء ومزاحمتهم بالركب, فقد أكثر الإمام الأوزاعي من الترحال والسفر في طلب العلم, فسافر إلى مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق واليمامة والبصرة, فنهل من العلم الشيء الكثير.
لقد أثنى العلماء على الإمام الأوزاعي, فقال عنه الإمام مالك إمام أهل المدينة: (كان الأوزاعي إماما يقتدى به) وقال عنه الشافعي: (ما رأيت أحدا أشبه فقهه بحديثه من الإمام الأوزاعي) وقال عنه أحمد بن حنبل (الأوزاعي إمام) وقال النسائي (الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم) وقال الحاكم (الأوزاعي إمام عصره عموما وإمام أهل الشام خصوصا) وقال يحيى بن معين (العلماء أربعة: الثوري والإمام أبوحنيفة والإمام مالك والإمام الأوزاعي).
كان الإمام الأوزاعي متمسكا بسيرة السلف الصالح, لم يبدل ولم يغير, وكان شديد الدفاع عن السنة في فترة بداية انتشار البدع والجدال والانحراف, فعندما اشتعلت فتنة غيلان الدمشقي الذي قال بالقدر وبإرادة الإنسان ومشيئته, ناقشه عمر بن عبد العزيز, فلما كانت ولاية هشام بن عبد الملك دعا الأوزاعي لمناظرة غيلان فناظره وغلبه, وهذا يدل على سعة علمه بالعقيدة والقرآن والسنة.
كان الطابع الغالب على العصر الذي نشأ فيه الأوزاعي قائما على الحفظ والتلقي والسماع دون التدوين, قال الأوزاعي في ذلك: (ما زال هذا العلم عزيزا تتلقاه الرجال حتى وقع في الصحف, فحمله أو دخل فيه غير أهله) (2) وهذا يدل على عدم رغبة وميل الإمام الأوزاعي لكتابة العلم, ومع ذلك فقد كان من السباقين لتدوين العلم, إدراكا منه للحاجة إلى التدوين بعد انتشار الإسلام وتفرق الصحابة وكثرة الفتن واختلاف الآراء, حيث شرع علماء المسلمين بتدوين الحديث والفقه والتفسير, فصنف ابن جريج بمكة والإمام مالك بالمدينة والإمام الاوزاعي بالشام.
والثابت أن الإمام الأوزاعي بدأ بالتصنيف والتأليف باكرا, وذلك لما ارتحل إلى اليمامة وقابل يحيى بن كثير, وكان حينئذ شابا يافعا, ومن أشهر المؤلفات التي عرفت للإمام الأوزاعي:
1- مسند الإمام الأوزاعي: ذكره الحاجي خليفة في كشف الظنون دون ذكر ما يتعلق به من تفاصيل.
2- السنن في الفقه وكتاب المسائل في الفقه: ذكرهما ابن النديم في الفهرست.
3- كتاب سير الإمام الأوزاعي: ولعله أشهر كتب الإمام لأنه قدر له البقاء ووصلنا, وهو مطبوع ضمن كتاب الأم للشافعي, قال ابن النديم وهو يعدد ما احتوى عليه كتاب الأم للشافعي من أبواب: (كتاب سير الإمام الأوزاعي).
وهناك رسائل للإمام كان يخاطب بها الولاة والأصدقاء, ذكر الرازي مجموعة من هذه الرسائل لعل أهمها: رسالته لأبي جعفر المنصور يلتمس الفداء لأهل (قاليقلا) وقد استجاب المنصور لطلبه وأمر بالفداء, كما أرسل رسالة ثانية إلى ولد المنصور المهدي طلب منه التوسط عند والده لدعم أوضاع أهل مكة نظرا للغلاء وزيادة الأسعار وهلاك المواشي, ورسالة إلى والي بعلبك العباسي صالح بن علي يتوسط فيها لأهل الذمة من النصارى, الذين أجلوا من جبل لبنان بعد إخماد ثورة ضد العباسيين هناك, بالعودة لقراهم وعدم أخذ البريء ب
ومن أجل زيادة المعرفة بعلمائنا وفقهائنا , ولتوسيع دائرة المذاهب الفقهية التي حصرت بأربعة فقط كما ذكرنا , وللاستفادة من التراث الفقهي الإسلامي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس , وإحياء للكنوز الفقهية الثمينة التي اندثرت , رأيت أن نتحدث عن المذاهب الفقهية التي لها وزن وشأن , ولكنها لم تلق العناية المطلوبة في التأليف والتدوين والانتشار , ولعل أولى المذهب بالبداية به الأوزاعي . มุสลิมจำนวนมากไม่ทราบอะไรเกี่ยวกับอิมามอัล-ouzai, idiosyncratic ลัทธิ fundamentalist เขา และตีความของเขา และเขา Fataawa และที่ เพราะพวกเขาตั้งรกรากในจิตใจของมุสลิม ที่ลัทธิของสี่เท่า Maliki, Hanafi, Shafi'i หันบะลีย์ แต่ความจริงที่หลักคำสอนและวัลหลายอย่างมีนัยสำคัญ และแตกต่าง กัน แต่บางคนไม่ได้รับดูแล บล็อก และเผยแพร่สิ่งที่รู้จักกันอยู่สี่กำหนดไม่ได้หมายความ ที่ลัทธิข้าง 4 เท่านั้นและเราไม่ทราบ แต่ที่ได้ผลกระทบมากที่สุดในโซลูชั่นหลายสมัย jurisprudential คำถามวันนี้ วัล taymiyah อิมามอิบและเขานักบินอัล-qayyim หย่าร้าง มีผลกระทบขนาดใหญ่ในปัจจุบัน(1)ومن أجل زيادة المعرفة بعلمائنا وفقهائنا, ولتوسيع دائرة المذاهب الفقهية التي حصرت بأربعة فقط كما ذكرنا, وللاستفادة من التراث الفقهي الإسلامي الذي ملأ الدنيا وشغل الناس, وإحياء للكنوز الفقهية الثمينة التي اندثرت, رأيت أن نتحدث عن المذاهب الفقهية التي لها وزن وشأن, ولكنها لم تلق العناية المطلوبة في التأليف والتدوين والانتشار, ولعل أولى المذهب بالبداية به الأوزاعي.المولد والنشأة والأسرةبين أيام الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي المعروف وأيام جعفر بن أبي طالب الخليفة العباسي المشهور كانت أيام حياة الإمام الأوزاعي, وبذلك يكون الأوزاعي مخضرما في عهد دولتين قويتين الأموية والعباسية.اسمه عبد الرحمن بن عمرو بن محمد, واشتهر بالأوزاعي نسبة إلى الأوزاع, وهي قبيلة يمنية حميرية من بطن ذي الكلاع من قحطان, نزل أفراد منها في دمشق قرب الفراديس, وقد أطلق على المنطقة التي نزلوا بها إسم قرية الأوزاع, ومن المؤكد أن عمرو بن محمد والد الإمام الأوزاعي قد نشأ في قرية الأوزاع, ثم انتقل فيما بعد إلى بعلبك حيث رزق بابنه عبد الله وعبد الرحمن.ولد الإمام عبد الرحمن بن عمرو بن محمد ( أبو عمرو ) سنة 88 هجرية في بعلبك التي لم تزل قائمة إلى اليوم في لبنان, قال الوليد بن مزيد أحد تلامذته: (مولد الإمام الأوزاعي ببعلبك , ومنشأه بالكرك), وبعد ولادته انتقل إلى الكرك وبها نشأ يتيما بعد وفاة والده وهو صغير كما حدث عن نفسه رحمه الله, وتولى تربية الإمام الأوزاعي أمه, مما يذكرنا بالدور الكبير والعظيم الذي تقوم به المرأة المسلمة, من خلال التربية التي تخرج العلماء والعظماء والأبطال, فقد كان لأم الشافعي أيضا دور كبير في تربيته وتنشأته.تزوج الإمام الأوزاعي وأنجب, ولكن المعلومات عن زوجاته وأولاده شحيحة قليلة, وقد ذكر ابن عساكر ان اسم زوجته جويرية, وأن له من الأولاد أربعة محمد وثلاث بنات لم تذكر منهن إلا رواحة التي روت عنه العلم, مما يؤكد أن العلم كان مقياس الشهرة والسمعة, وليس كما يحدث في عصرنا الراهن.علمه ومؤلفاتهبدأ اهتمام الإمام الأوزاعي بالعلم منذ نعومة أظفاره كسيرة العلماء الأفذاذ جميعا, خاصة وأن نشأته كانت في المئة الأولى من الهجرة النبوية الشريفة, حيث حب العلم والتعلم تلازم الطفل مع ولادته وظهوره للحياة, فإذا علمنا أن الإمام الأوزاعي استفتي وله من العمر 13 عاما, أدركنا حقيقة اهتمامه بالعلم والتعلم منذ صغره, ولما كانت الطريقة المتبعة للتعلم آنذاك لقاء العلماء ومزاحمتهم بالركب, فقد أكثر الإمام الأوزاعي من الترحال والسفر في طلب العلم, فسافر إلى مكة والمدينة وبيت المقدس ودمشق واليمامة والبصرة, فنهل من العلم الشيء الكثير.
لقد أثنى العلماء على الإمام الأوزاعي, فقال عنه الإمام مالك إمام أهل المدينة: (كان الأوزاعي إماما يقتدى به) وقال عنه الشافعي: (ما رأيت أحدا أشبه فقهه بحديثه من الإمام الأوزاعي) وقال عنه أحمد بن حنبل (الأوزاعي إمام) وقال النسائي (الأوزاعي إمام أهل الشام وفقيههم) وقال الحاكم (الأوزاعي إمام عصره عموما وإمام أهل الشام خصوصا) وقال يحيى بن معين (العلماء أربعة: الثوري والإمام أبوحنيفة والإمام مالك والإمام الأوزاعي).
كان الإمام الأوزاعي متمسكا بسيرة السلف الصالح, لم يبدل ولم يغير, وكان شديد الدفاع عن السنة في فترة بداية انتشار البدع والجدال والانحراف, فعندما اشتعلت فتنة غيلان الدمشقي الذي قال بالقدر وبإرادة الإنسان ومشيئته, ناقشه عمر بن عبد العزيز, فلما كانت ولاية هشام بن عبد الملك دعا الأوزاعي لمناظرة غيلان فناظره وغلبه, وهذا يدل على سعة علمه بالعقيدة والقرآن والسنة.
كان الطابع الغالب على العصر الذي نشأ فيه الأوزاعي قائما على الحفظ والتلقي والسماع دون التدوين, قال الأوزاعي في ذلك: (ما زال هذا العلم عزيزا تتلقاه الرجال حتى وقع في الصحف, فحمله أو دخل فيه غير أهله) (2) وهذا يدل على عدم رغبة وميل الإمام الأوزاعي لكتابة العلم, ومع ذلك فقد كان من السباقين لتدوين العلم, إدراكا منه للحاجة إلى التدوين بعد انتشار الإسلام وتفرق الصحابة وكثرة الفتن واختلاف الآراء, حيث شرع علماء المسلمين بتدوين الحديث والفقه والتفسير, فصنف ابن جريج بمكة والإمام مالك بالمدينة والإمام الاوزاعي بالشام.
والثابت أن الإمام الأوزاعي بدأ بالتصنيف والتأليف باكرا, وذلك لما ارتحل إلى اليمامة وقابل يحيى بن كثير, وكان حينئذ شابا يافعا, ومن أشهر المؤلفات التي عرفت للإمام الأوزاعي:
1- مسند الإمام الأوزاعي: ذكره الحاجي خليفة في كشف الظنون دون ذكر ما يتعلق به من تفاصيل.
2- السنن في الفقه وكتاب المسائل في الفقه: ذكرهما ابن النديم في الفهرست.
3- كتاب سير الإمام الأوزاعي: ولعله أشهر كتب الإمام لأنه قدر له البقاء ووصلنا, وهو مطبوع ضمن كتاب الأم للشافعي, قال ابن النديم وهو يعدد ما احتوى عليه كتاب الأم للشافعي من أبواب: (كتاب سير الإمام الأوزاعي).
وهناك رسائل للإمام كان يخاطب بها الولاة والأصدقاء, ذكر الرازي مجموعة من هذه الرسائل لعل أهمها: رسالته لأبي جعفر المنصور يلتمس الفداء لأهل (قاليقلا) وقد استجاب المنصور لطلبه وأمر بالفداء, كما أرسل رسالة ثانية إلى ولد المنصور المهدي طلب منه التوسط عند والده لدعم أوضاع أهل مكة نظرا للغلاء وزيادة الأسعار وهلاك المواشي, ورسالة إلى والي بعلبك العباسي صالح بن علي يتوسط فيها لأهل الذمة من النصارى, الذين أجلوا من جبل لبنان بعد إخماد ثورة ضد العباسيين هناك, بالعودة لقراهم وعدم أخذ البريء ب
การแปล กรุณารอสักครู่..