ومن الإيمان بهذا المنطلق يجب أن ينحصر تفكير الداعية المسلم فيما يجلب له الأجر ويقرّبه إلى الطاعة دون أن يكون تابعاً، وأن يمتلك زمام المبادرة إلى الطاعات دون الالتفاف إلى عمل فلان أو قوله، ولا ينتظر الإذن من بالعمل من شخص ما إلا في الضرورة القصوى.
والمسلم في نفس الوقت يجب أن يجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة عملية له أمام عينيه، ولا يجعل الأشخاص الآخرين -أياً كانوا- مثالاً له، فقد يفتح الله عليه أكثر من الآخرين أو يوفقه الله إلى عمل يتفرد به دون غيره فلله في خلقه شؤون والله يختص برحمته من يشاء وكيفما يشاء .
أهدافي في الرسالة
أولاً: بيان أن المبادرة الذاتية للعمل لهذا الدين أصل في المسلم وأنها صفة من صفات المسلم الحق وأنه محتاج إليها في العمل اليومي.
ثانياً: أنها وسيلة ناجحة لنشر هذا الدين عقيدة ودعوة.
ثالثاً: تصحيح لمسار بعض الدعاة الذين يعتمدون في عملهم وتنفيذاتهم اعتماداً كلياً على الخطط من نصح وإرشاد وتوجيه، دون الاعتماد على النفس في إيجاد منافذ للعمل أو اتخاذ زمام المبادرة إلى الحركة والعطاء مما أدى هذا إلى الفتور عند بعضهم.
رابعاً: لما وجدت من ضعف التفاعل الذاتي لدى بعض أفراد الصحوة الإسلامية لنشر هذا الدين. أدركت أنه لابد من طرح هذه القضية بقوة في مجالس ولقاءات أفراد الصحوة الإسلامية حتى يتولد الحس الدعوي الذاتي في أنفسهم للعمل يدا واحدة في سبيل النهوض بالمجتمع المسلم ليتولى مركزه السامي الذي فرط فيه وأعطاه لغيره فالعمل من أجل هذا الدين مسؤولية الجميع.
خامساً: إشاعة روح الجدّية والهمة الذاتية في أفراد الصحوة الإسلامية؛ فإن الهمّة تدفع إلى القمة، والعلم يفتح آفاق العمل، والمرء يتعلم من تجارب الحياة في أيام مالا يتعلمه في قاعات الدراسة في سنين. فالحياة هي المدرسة الكبرى.